ملاحظة أصبحت مألوفة لدى الطنجاويين، أو بالنسبة لي على الأقل:
البعوض يختفي خلال الزيارات الملكية،
ويحكي بعضهم أن طائرات ترش مبيدات بالمناسبة، كما شاهدت عمالا يجوبون الشوارع والأزقة، يركبون شاحنة تقوم بالعمل نفسه في البرك والوديان المكشوفة والبقع الأرضية الغير مأهولة.
مر أزيد من شهر على تاريخ انتقالي إلى مسكني الجديد. وقد كنت أجاور سوقا من أكبر الأسواق الشعبية في المدينة، ولعلكم تعلمون حجم المخلفات التي يلقى بها كل يوم، من خضر وفواكه فاسدة … وأشياء أخرى.
ونتيجة لذلك فقد كنت كما الجيران هناك، نصارع أسراب البعوض، كل بحيلته التي اهتدى إليها، من شباك البعوض، إلى المبيدات بمختلف أشكالها، مرورا بغلق النوافذ قبيل المغرب، ساعة هجوم البعوض إلى المساكن، وصولا إلا مطاردة البعوضة الواحدة تلو الأخرى، هذه الأخيرة ليست بالعملية السهلة، فلوحدها تحتاج إلى خبرات متراكمة، فقد أسر لي أحد الأصدقاء مؤخرا بطريقته الفعالة لاصطياد البعوض، (لن أخبركم عنها) ولكنني وجدتها مطابقة تماما لطريقتي، وما كانت لتختلف عنها مطلقا، بحكم خوضنا المباريات نفسها رغم اختلاف الميادين.
يظن قارئ كلماتي السابقة، أنني الآن حصلت على الخلاص في الحي الجديد، ذلك ما كنت آمل، لكن شيئا من هذا لم يحدث، فقد أصبحت أجاور- بعد السوق – وادا مكشوفا، (الوديان المكشوفة تزكم روائحها النتنة أحياء راقية في طنجة).
فالتغير الوحيد الذي حدث معي هو أنني تأكدت من صدق ما قاله لي البشير يوما، البشير يعرف “المجاهدين” وأغلب أحياء المدينة الحالية منذ أن كانت خلاء، قبل أن تهجم عليه البنايات من كل جانب، وقد كنت أظنه مازحا حين علم بأنني سأنتقل إلى هناك فقال: “تماك الناموسة قد هايدا”، مشيرا بسبابته ماسكا بثلثها، وما أدراكم ما سبابة البشير…
بعوض بهذا الحجم، كثرت أسرابه وزاد نهمه مع قلة أمطار هذا الموسم، أضف إليه خطر “زيكا” القادم من أمريكا، ومسؤولون لا يكترثون إلا أياما قليلة قبل وأثناء الزيارات الملكية. كلها أسباب تجعلنا مستمرين في معاركنا اليومية، منتظرين زيارات صاحب الجلالة لعروس الشمال، حتى ننعم نحن في لياليها بنوم هنيء.
“فوقتاش غادي يجي لملك لطنجة؟؟؟”
4 فبراير 2016
لاندري ماسبابة البشير لكن الشيء الوحيد الذي ندريه وندركه هو تلك النتوءات التي يخلفها البعوض على جلودنا بعد قرصاته المزعجة حتى أن الشك ينتابنا في طبيعة الحشرة القارصة، أهي بعوض أم طائر متوحش تسلل من النوافذ..
الغريب أننا كنا لانلاحظ وجوده إلا صيفا، أما الآن فهو في هجماته شتاء وصيفا..
يعني يظهر “حتى ف الليالي”
ويبقى الخلاص كما ذكرت هو الزيارة الملكية، فماعادت حلولنا تابعة!
مزيدا من الإبداع والتألق أستاذ زربوحي.
مع كامل الود والتقدير
فعلا، كنا نعرف البعوض صغير الحجم ويكثر في فصل الصيف، أما الآن فقد ألفنا محاربته صيفا وشتاء.
شكرا لمرورك المحفز أستاذة رشيدة.