في مثل هذه الأيام من السنة، تتزين الأسواق وجوانبها بأنواع كثيرة من الفواكه المختلفة الأشكال والألوان، المرصوفة بطريقة تثير شهية المارة قبل المتسوقين، بل تكاد تسيل لعاب الجوعى منهم. إلا أن هذا لا ينطبق علي هذه السنة، على غير عادتي.
قبل حوالي أسبوعين، أنا الذي أتفاخر – علاقة بهذا الجانب – بكون محل سكناي قريب من السوق، اغتنمت فرصة، أن شاحنة أفرغت لتوها حمولة من “الدلاح” الطري الذي أكاد أجزم أن اثنتي عشرة ساعة لم تمر على لحظة جنيه. بلا اختيار، استسلمت لواحدة، وعانقتها إلى بيتي بعد أن رفضت أن ترافقني في “بلاستيكة”.
رحب بها ابني إلياس مربثا عليها قائلا: “قداش دلاحة!…”
حان وقت الزردة، وما إن هممت ببداية تقطيعها حتى استسلمت هي الأخرى للسكين متصدعة، أي احمرار هذا! وأي صفاء هذا، وأية حلاوة هذه…
انتهي الجزء السعيد من الحكاية…
ولكون هذه هي المرة الثانية، التي آكل فيها الدلاح هذا الموسم تعمدت ألا أكثر منه، بالرغم من كل هذه الإغراءات، لكن وبعد مرور حوالي أربع ساعات أشعر بنوع من الغثيان، وكأنني لم آكل فاكهة سهلة الهضم، وإنما أشعر بمعدتي منتفخة كمن تناول وجبة دسمة سببت له عسر الهضم. سألت أهل الدار فكانت ملاحظاتهم تتفق مع ما لاحظت، وفلم ينفعنا مع هذه الوضعية إلا قنينة مشروب غازي من الحجم الكبير، وليس أي مشروب وإنما ذلك الذي يشتهر في تقافتنا بقدرته على التعامل مع حالات الانتفاخ هذه.
طبعا لم يخطر على بالي أن الدلاحة هي السبب إلى أن تأكدت من ذلك بعد أن أعدت الكرة مرة أخرى. فكانت القمامة هي مصير أزيد من نصفها.
حدث معي هذا منذ حوالي أسبوعين، وأردت مشاركته معكم اليوم، فقط لأنه يوم أمس أيضا، حدثت معي مشاكل أخرى بسبب البرقوق هذه المرة، لا مجال لذكر تفاصيلها.
أرحج أن يكون السبب هو تلك الفواكه المعدلة جيناتها، فهل ياترى سبق لأحدكم أن حدث معه مشكل كهذا؟ أم أن الأمر يتعلق بجهازي الهضمي؟..
12 يونيو 2014