وااا البرقوق وااا الشهدية… والحلاوااا الحلاوااا…
ينادي البائع في السوق حيث الكمامة المعلقة تحت الذقن اسودت من كثرة الغبار الممزوج بالعرق، بصوت يتطاير معه رذاذ لعابه في مجال أوسع من نطاق انتشار فاكهته المتراصة في الصناديق الموضوعة على الأرض. يتزاحم الزبائن أمام البائع مادين أعناقهم فوق الفاكهة، الغريب فيهم هو ذلك الذي يرتدي كمامته محاولا أن يأخذ مسافة من الزبناء الآخرين. يدخلون في حوارات تكون حبات الفواكه مهبطا لجيش من الفيروسات بالمظلات اللعابية.
وفي ظل أجواء الحرب الكلامية هذه، يحاول البائع ربح معركة الإقناع بالضربة القاضية، حيث لا يتردد بين الفينة والأخرى في تقديم بضع حبات لمن يشكك في حلاوة سلعته: “هاك قيس”. يمتنع البعض بلباقة، فيما يمسكها البعض الآخر ويمسح عليها بأصابعه ويقذفها في فمه، ليعلن استسلامه لصاحب السلعة قائلا: “عمل لي واحد جوح كيلو”، فتكون هذه النتيجة حافزا لغير المتذوقين ممن يقفون بالجوار، فيزداد البائع تيقنا من نجاعة خطته التي يزداد تشبثا بها.
مشهد سائد في أسواق القرب في الأحياء الشعبية بمدينة طنجة، بئر الشفا ومسنانة نموذجين.
29 يوليوز 2020