كانت العطلة الدراسية الأخيرة مناسبة لزيارة مدينة وزان، حيث قادني فضولي لاكتشاف السوق الأسبوعي الجديد الذي عوض “السوق التحتي”، الذي ولا شك يحتفظ أهل وزان والناحية بذكريات جميلة نحوه.
“السوق التحتي”، كان سابقا يقع في جانب المدينة، أما وقد أصبح يتوسطها بعد أن ترامت أطرافها. فقد اختار المسؤولون عن المدينة أن يقذفوا به إلى “زمورن” حق أريد به باطل.
في زمورن كل الطرق، أو بالأحرى شوارع في المستقبل، تؤدى إلى السوق الجديد، طكسيات ونقل مزدوج دراجات ثلاثية العجلات وعربات خاصة، وأناس يهرولون، القاسم المشترك بينهم تدمر من الهواء المشبع بالغبار وهدير المحركات، وبين هذا وذاك، أصوات تسبق كل مكونات السوق لتصل هي الأولى إلى مسامع المتسوقين مرحبة ومعلنة عن “دوا الفار وسراق الزيت” و “كيلوا ديال التمر بخمسة دراهم” …
تمعنت في ملامح الناس وملبسهم وتفحصت بعضا من الأصوات التي وصلت إلى مسمعي، وأيقنت بعدها أن وزان لم يعد لها سوق موحد جامع لكل المداشر والقبائل المجاورة، فقد انقسمت وجهة “السواقة” إلى اتجاهات متعددة، لم يعد سوق زمورن سوى واحد منها، كما أحدث سوق أسبوعي جديد وهو أربعاء أسجن، وكأن كل ذلك ردات فعل من أهل المنطقة على هذا الإعدام الذي اتخذته السلطات الوصية على المدينة في حق “السوق التحتي”، حكم حاول رواد هذا الأخير الوقوف في وجهه لكن دون جدوى.
3 مارس 2014